لحماية أسنان الحلوين
المقرمشات والحليب.. لمنع التسوس
الماء أفضل صيانة.. ومعلبات العصائر والصودا كثيفة السكر
أزهار عبدالقادر
** هل تعلم أن خمسة ملايين ساعة تضيع سنويا بسبب آلام الاسنان وعلاجها. وإنها تؤثر علي نفسية الانسان وفي الاطفال تؤثر علي الوعي والتعليم وتزيد هذه الاوجاع في المستوي الاجتماعي الأقل.. وأن تكلفة الوقاية أرخص من نفقات العلاج. فموضوع آلام الاسنان وحمايتها ليس رفاهية ولكنه ضرورة صحية.
حول هذا الموضوع نظمت ندوة طبية للتثقيف الصحي لحماية الاسنان فعرضها في التحقيق التالي.
ثقافة الحماية
* الدكتور ياسر الهواري إستشاري الفم والاسنان أكد أنه لابد من تعظيم ثقافة حماية الفم والاسنان وذلك عن طريق التعاون المجتمعي بين البيت والمدرسة والنادي والجمعيات الأهلية.. والمسألة ليست صعبة ولكنها تحتاج إلي تنظيم ولنبدأ مع الاطفال في المدارس وهي تجمعات سهل الوصول إليها بحيث نحول المعلومات الصحية إلي تطبيقات وأفعال وأهدافنا تقليل التسوس خاصة عند الاطفال من سن 3 - 5 سنوات.
فالوقاية أهم من الإنفاق علي العلاج وهذا عيب القطاع الصحي في مصر الذي يركز علي العلاج فقط ويبني مشروع الوقاية للاسنان علي عدة محاور أهمها البيت: وعليه الدور الاساسي لتعريف وتحفيز الاطفال علي مسألة الوقاية والعلاج.. ثم المدرسة: ويمكن ذلك بتأليف أغنية محببة للطفل عند غسيل الاسنان ولتكن بأداء أحد النجوم المحببين لدي الأطفال..ثم المدرسين أنفسهم حيث يقومون بشرح أهمية الوقاية والعلاج للتلاميذ.. مع التدريب المستمر للمدرسين وديمومة التوعية المنظمة للتلاميذ والأسرة ذاتها لابد وأن تصلها المعلومات الصحية الصحيحة.
أما الوجبات الصحية لأسنان سليمة يطالب الدكتور ياسر بتشجيع الاطفال علي شرب الماء والحليب والعصائر الخالية من السكر. وأكل الفيشار بدون ملح أو زبد والحبوب غير المسكرة والمقرمشات قليلة الصوديوم والدهون والخبز بالردة والتشجيع علي أكل اللحوم الحمراء والسمك والدجاج والبيض "المسلوق جيدا" وتحبيب الاطفال علي أكل الفاكهة والخضراوات الطازجة وكذلك جميع عصائر الفاكهة والخضراوات بدون إضافة سكر...
وننصح بالحد من من تناول الصودا والعصائر المعلبة سابقا كعصير التفاح حيث تحتوي صناديق علب الشراب علي الكثير من السكر المؤدي إلي تدمير الاسنان.
والعلبة الواحدة من الصودا العادية تحتوي علي 16 ملعقة سكر والصودا الدايت مسموح بها ولكن بكمية قليلة. ويبقي شرب الماء هو الأفضل دائما.
أما أفضل الحلوي اختيارا فننبه للبعد عن الحلوي اللزجة مثل التوفي والكراميل والفاكهة المسكرة والزبيب أو أي حلوي قد تلتصق بالاسنان وتسبب إنتاج الاحماض المسببة لتسوس الاسنان. وكذلك الحلوي الجامدة مثل المصاصات وحلوي الجلي.. أما الشيكولاته فنعم لتناولها ولكن بكمية قليلة لأنها تذوب ولا تلتصق بسطح السن.
** ويضيف د. ياسر الهواري: أن فرشاة الاسنان هي أداة حيوية لتوفير الرعاية المناسبة للاسنان وتحتاج إلي رعاية خاصة وأهم مبادئها أن كل شخص لابد أن يمتلك فرشاة خاصة به لأنه إذا كان هناك أكثر من شخص يستخدم الفرشاة فسوف تتقاسم السوائل الجسدية والبكتريا عن طريق الفرشاة وتزيد من خطر الاصابة وعند تخزين الفرش يجب التأكد من وضعها بطريقة صحيحة بحيث لا تلامس بعضها البعض وتحفظ الفرشاة نظيفة وفي مكان جيد التهوية والتأكد من تجفيفها بعد الاستخدام وقبل وبعد كل استخدام لابد من شطفها تحت الماء الجاري لازالة معجون الاسنان الزائد وغيرها من المخلفات ويمكن نقلها في مواد مضادة لجراثيم الفم بعد كل استخدام ولابد من استبدال الفرشاة القديمة بأخري جديدة كل 3 - 4 أشهر علي الأقل.. وإذا كان الانسان مريضا بالانفلونزا أو هناك عدوي بالفم ترمي الفرشاة القديمة ويستخدم ثانية جديدة فورا.
حجر الاساس
* الدكتورة آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الامريكية تؤكد أنه ليست لدينا ثقافة الذهاب إلي طبيب الاسنان إلا بعد حدوث الألم المبرح وتشير أحدث الدراسات إلي أنه تضيع 5 ملايين ساعة سنويا حول العالم بسبب آلام الاسنان ولتقليص هذه الساعات الهائلة في مجتمعنا يمكن البدء من المدرسة وهي حجر الأساس لاحداث أي تغيير نرغب فيه داخل أولادنا فمن الضروري تواجد طبيب للاسنان مقيم بكل مدرسة لانقاذ الاطفال من حوادث وقوعهم علي أسنانهم وتشوهها أحياناً. وضياع الوقت لتصحيح التشوه أو التجميل. وهذه التشوهات تؤثر نفسيا علي الاطفال فيما بعد.
أما بخصوص الوعي المجتمعي فنحن أيضا مقصرون في التثقيف الصحي لحماية الفم والاسنان لذلك نحتاج وبشكل دوري منتظم إلي تنشيط وتبني الثقافة الصحية وتعظيمها لنصبح شعبا من الاصحاء الكبار والصغار وكل الاعمار.
* الدكتورة زينب يوسف وكيل وزارة الصحة تهيب بوسائل الاعلام الكثيرة إبتكار برامج ومشاهد للتثقيف الصحي للاسرة عامة والاطفال علي وجه الخصوص .وأمامنا برنامج محبب للاطفال هو "عالم سمسم" ولتكن رسائلنا الاعلامية بهذا الشكل اللطيف لهم.. ومتضمنا كل ما نبتغيه من رسائل ونصائح وتوجيهات في قالب تمثيلي فكاهي.
مشروع قومي
* فاروق محمد العامري رئيس مجلس إدارة دار الفاروق للاستثمارات الثقافية يؤكد أن الصحة وحمايتها مشروع قومي لنا جميعا.. وبخصوص الاسنان فموضوعها يحتاج إلي كتاب يحتوي الثقافة الصحية ومتضمنا كذلك الصور الملونة والنصائح والوسائل لاختيار أنواع الأكل وطرق طهيه الصحي وضرورة مضغه جيدا... كي لا تترك بقاياه بين الاسنان وهذا الكتاب يوزع في الصف الأول الابتدائي ويستمر مع التلاميذ حتي نهاية المرحلة الثانوية.
ويضيف إن التأمين الصحي في مصر يحتاج إلي إعادة هيكلة ونظام طبي علي مستوي متميز والتأكد من وجود أطباء لعلاج التلاميذ بالمدارس لأن الوضع الحالي يشير إلي وجود طبيب واحد يتابع 1500 تلميذ وهذا لا يكفي.
بالإضافة إلي المدارس بدون ممرضات أو زائرة صحية كما أن الاسعافات الاولية غيرموجودة في كل المدارس...فلنبدأ معاً.. يداً بيد.. لتثقيف الأسرة والابناء والمجتمع لحماية الجميع من التدهور الصحي.