تفاقم الوضع الصحي في بابل بعد اكتشاف بؤرة لوباء الكوليرا

كتب / رياض القيم
على خلفية تداعيات انتشار وباء الكوليرا في عدد كبير من الاقضية والنواحي والقرى التابعة لمحافظة بابل وازدياد حالات الاصابة . فقد اعلن اليوم حالة الطواريء في المحافظة ومايترتب على ذلك من اجراءات صارمة
قد تستدعي الاستعانة بقوات الجيش واغلاق المحافظة امام الوافدين . القرار اتخذ خلال عقد مجلس محافظة بابل اجتماعا طارئا موسعا برئاسة المهندس محمد علي المسعودي .ضم اعضاء مجلس المحافظة واعضاء المجالس المحلية لمناقشة تدهور الوضع الصحي بالمحافظة .
واكد رئيس مجلس محافظة بابل المهندس المسعودي على ضرورة تعاون جميع الجهات ذات العلاقة للحد من انتشار المرض الذي بات يرعب الاهالي ويربك المستشفيات . وطالب الحكومة المركزية بمد يد العون والمساعدة من خلال تشكيل فرق صحية تغطي المحافظة وارسال المغذيات والمضادات الحيوية وفتح رصيد خاص للطواريء التي تمر بها المحافظة . كما طالب وزارة الكهرباء بعدم قطع التيار عن المحافظة لتمكين المواطنين من استخدام اجهزة التبريد وعدم الاستعانة بشراء الثلج الذي يعتبر المصدر الرئيسي لهذا الوباء الخطير خصوصا ان المواطنين لايمكنهم الاستغناء عن مادة الثلج وخصوصا في ايام رمضان وهذا الحر القائض
الذي يمر بها .
وقد اشار الدكتور نعمة البكري نائب رئيس مجلس المحافظة من خلاله جلسة المؤتمر الى ان مرض الكوليرا لم يغادر العراق مطلقا بعد ان اعلنت عدد من الدول خلوها من هذا المرض . واستغرب الدكتور البكري من عدم حضور اصحاب الشان في الدوائر الصحية والبلدية بالرغم من ارسال طلب رسمي لحضورها . وطالب البكري مجلس المحافظة بتشكيل لجان صحية ووفد رسمي لزيارة المناطق المصابة .
وفي حديث للدكتور عادل كامل ناعور رئيس شعبة الرقابة الصحية في المحافظة قال : ان مرض الكوليرا ابتدأ اكتشافه في قضاء الهاشمية جنوب شرق المحافظة وان عدد الوفيات بلغ 2 بالرغم من عدم وجود احصائية كاملة
وان وعي المواطن الصحي بهذا الشان ضعيف جدا ولايتناسب مع خطورة المرض علما ان المرض يعتبر وباءا فيما اذا كانت نسبته 30% من النسبة . اما بالنسبة الينا فان الفحوصات التي تمت في مختبراتنا قد اثبتت وجود 22 حالة سلبية ( مصابة ) من 35 عينة تم فحصها وقد ارسلت العينات الى بغداد لتاكيد الفحوصات . وهذا المؤشر خطير جدا قياسا الى نسبة الفحوصات . ويعني ذلك ان نسبة الاصابة خلال اليومين المنصرمين بلغ 62 % ويعني ذلك ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع انتشاره على نطاق واسع في العراق من خلال اعلان حالة الطواريء وعزل المحافظة عن باقي المدن العراقية .
الدكتور محمد الهاشم رئيس صحة محافظة كربلاء وعضو مجلس محافظة بابل صرح بضرورة استنفار كل الطاقات الصحية الوطنية من خلال وزارة الصحة بتشكيل الفرق الصحية على الطرق الخارجية وذلك لضعف الفترة التي يعيشها المرض في جسم المريض والتي لاتتجاوز الساعتين وبالتالي قد تؤدي الى الوفاة في هذه الفترة الزمنية القياسية وطالب الدكتور الهاشم الفرق الصحية واجهزة الاعلام بظرورة التوعية الشاملة لخطورة الموقف
ومنع الباعة المتجولين واغلاق محلات المرطبات وباعة الالبان والاجبان المحلية .
د. احسان جعفر مدير الرقابة الصحية في وزارة الصحة أشار الى عدم تحمل الوزارة أي حالة تقصير بسبب عدم توفير مياه صالحة للشرب في عموم القطر واعلن بان العراق موبوء بالكوليرا نظرا لثبوت وجوده في عدد من المحافظات العراقية منها محافظة ميسان وبغداد وبابل ومحافظة السليمانية
وقال ايضا ان السبب الرئيسي هو عدم توفير مياه الشرب الصالحة للاستخدام البشري وضعف محطات تنقية المياه في سد الحاجة السكانية .
وفي تضارب للتصريحات اعلن الناطق بأسم صحة بابل الاستاذ حسن طوفان عن ثبوت حالتين للوفاة في الهاشمية وثبوت الكشف في مختبرات بابل المركزية عن اكثر من 200 حالة ( سلبي ) رفع قسم من العينات الى المختبرات المركزية في وزارة الصحة باحة .
فيما رفض الدكتورمحمود رئيس صحة محافظة بابل هذه التصريحات وقدم الطعونات التي تبدد هذه المخاوف وقال نحن لانستند الا على التحليلات ولايمكننا اعلان وجود الكوليرا في المحافظة الا بعد تاكيد وزارة الصحة من خلال الكشف السلبي على العينات التي ارسلت الى بغداد والتي لم ترد الاجابة عليها الى الان .
فيما بدات حملة التوعية من قبل الاذاعات المحلية والصحف اليومية الصادرة هنا . كما سمعت مكبرات الصوت من خلال المساجد والحسينيات وهي تحذر من استخدام الثلج المصنوع في المعامل وتطالب الاهالي بالاسراع في الحصول على الحبوب المضادة لمرض الكوليرا والتي تباع في الصيدليات الاهلية المنتشرة في المحافظات
ويوم امس دخل الشاب اليافع علي عبد الكريم والبالغ من العمر 13عاما مستشفى الهاشمية وهو في حالة يرثى لها بسبب الاسهال الشديد وحالة التقيوء التي كان يمر بها ولم تستطع المغذيات والعلاج الفوري من انقاذ حياته وقد فارقها وسط بكاء وحسرات اشقاءه الاكبر سنا . استطعنا ان نفهم من خلال حديثهم بان شقيقهم الذي فارق الحياة لم تظهر عليه علامات مرض الكوليرا سوى قبل سويعات قليلة لكنها ازدادت في حدتها قبل نقله الى المستشفى .
الغريب في الامر ان تحفظ وزارة الصحة عن الاعلان عن انتشار الوباء في العراق يثير عددا كبيرا من التساؤلات وقال السيد صباح الرزين عضو مجلس محافظة بابل ان هذا التلكأ في الاعلان يشير الى قصور واضح فاما ان الوزارة غير قادرة على استيعاب خطورة الوضع وضعف في الرؤيا واما انها فعلا غير قادرة على توفير المستلزمات الطبية الكفيلة باخراجنا من هذه المحنة التي يجب ان تتظافر الجهود في كافة الوزارات والدوائر الحكومية لغرض الانتصار في هذه المعركة المخيفة .
ونظرا لتسارع الاحداث فقد اعلن اليوم في الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس محافظة بابل عن تعليق كافة الاعمال اليومية الرسمية وتوجيه كل الجهود لمواجهة هذه الحالة العصيبة التي تمر بها المحافظة وطالب اعضاء مجلسه بالانتشار في عموم المحافظة وتشكيل لجان مراقبة الوضع الصحي بالتعاون مع دوائر الماء والكهرباء والصحة وتقديم تقرير نصف يومية . لان الصورة الهلامية التي لاتعطي صورة حقيقية عن الوضع الصحي مازالت هي المسيطرة على الوضع .

اكو الله